السجينة

سجينةٌ في السرير ، عاصرت الكثير ، كوردةٍ ذابلةٍ في صيفٍ حارٍ و عسير ، ليلها عذاب صراخٌ و عويل ، و صبحها تعويضٌ عن سهرٍ طويل ، كلامها توصيات ، و فكرها في شتات ، و أملها في الحياة شيءٌ قليل ، كانت بوادر إلتهاب ، فحاربوها إلى أن استقر الوضع و صارت على أهبّة إلى بيتها الصغير ، إلى فترةٍ قصيرة تغير الجو و ابتدأت العاصفة ظاهرتها العنيفة ، و ضغطها فاجئنا كقاتلٍ أجير ، انتقلت للعناية بلا مقدمات ، و علامتها الحيوية تنذر عن ما هو آت ، و مخاض دمها ينخفض بلا تردد أو حيرة ، فنقلوا لها دمًا إلى أن انتهت زمرتها من مخازنهم الفقيرة ، و دخلنا في دوامة كبيرة ، فأصبحت موصولةً بآلات ، و يدها تلونت من سحب العينات ، و فريق كبير قد جربوا الكثير من عقاقير و مناظير ، و منوعات من الأشعة و الخزعات ، و لا شاهدُ عيان يدلنا على تفسير التحاليل ، فكل يومٍ يستجد في حالتها شيءٌ مضنٍ و خطير ، و كل يومٍ تهدد بالكلام ، و ترجو السلام من هذه الدنيا بعيدًا عن المشفى ، و أن آمالنا أوهام ! لكننا نأبى الإستسلام كغريقٍ متمسكٍ بقشةٍ بلا هدى و لا تفكير ، فكيف نتركها بسلام و ندرك أن خروجها أمرٌ يسرع ذاك القدر الثقيل ؟!